[عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الحرستاني ابن أبي الفضل بن علي الإمام العالم القاضي]
خطيب الشام، وشيخ دار الحديث عماد الدين أبو الفضائل الخزرجي الدمشقي الشافع ابن الحرستاني، ولد في سابع رجب سنة سبع وسبعين وخمس مائة بدمشق، وسمع من والده قاضي القضاة كمال الدين، ومن ابن الخشوعي، والبهاء ابن عساكر، وابن طبرزد، وحنبل، وغيرهم، روى عنه الحافظ الدمياطي، والبرهان الإسكندري، وابن الخباز، وشيخنا ابن الرواز وجماعة كثيرون، واشتغل على أبيه في المذهب، وبرع وتقدم وأفتى وناظر ودرس وناب عن أبيه في الحكم مدة ثم عزل، ودرس بالغزالية مدة وباشر الخطابة مدة، وكان من كبار الأئمة وشيوخ العلم مع التواضع والديانة وحسن السمت، ولما توفي الشيخ تقي الدين ابن
الصلاح رحمه الله تعالى سنة ثلاث وأربعين وست مائة كما تقدم، ولي الخطيب عماد الدين الحرستاني مشيخة دار الحديث الأشرفية، فباشرها إلى أن توفي سنة خمس وستين، كما سيأتي، فوليها الشيخ محيي الدين النووي إلى أن مات سنة ست وسبعين وست مائة، كما سيأتي، فوليها الشيخ زين الدين الفارقي، وبعده الشيخ صدر الدين بن الوكيل، ومن بعده الشيخ كمال الدين السركشي إلى أن توفي سنة ثماني عشرة وسبع مائة، وقد وليها في أثناء مدته شيخنا الإمام كمال الدين ابن الزملكاني مدة يسيرة، ثم رجعت إلى ابن السركشي، ثم وليها كفؤها شيخنا الإمام الحافظ الحجة المجتهد شيخ المحدثين، وبحر