الدرس، فجلس معه على سرير التدريس، وكان حييًا فاستدبر القاضي الفاضل ببعض بدنه فصاح به قم استدبرت الإمام، فقال القاضي: أنا وإن استدبرته بقالبي فإني مستقبله بقلبي، قال: قم قم ما تعبدنا بهذا، فقام خجلا وهو لا يعقل.
وذكر أن الملك العزيز بن الناصر صلاح الدين زاره، فصافحه ثم استدعى بماء ليغسل يده من مصافحته، وقال: لعل علمًا بك لا تحترزون من صيانة اللجام من البول والنجاسة، فقال له الملك: فاغسل وجهك أيضًا فإنك مسسته بيدك ففعل أيضًا، فغسل يديه ووجهه، ولهذا كان إذا ركب حماره، يوطئ تحته بألبسة حتى لا يناله عرق ولا شيء، وكان إذا مر به أي راكب ضربه حتى نزل، فكانوا يتحامونه، حتى إنه مر به الطبيب المعروف بابن سوعة فتحامق الطبيب أن ينزل فضربه بالمقرعة، فأبدر عينيه وذهبت هذرًا، وكان مع هذه الشدة والقوة في غاية الصلابة والتقشف والزهد والتورع، لم يأكل من مال الملوك
لقمة، ولا أخذ من ريع المدرسة، فلسًا ولا جامكية ولا شيئًا، ولكن كان له من أهل بلده تاجر بمصر، فكان يأكل من ماله، وكان قليل الرزق، ولما توفي في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمس مائة كفن في كسائه الذي جاء معه من خبوشان.
محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن حازم الحافظ أبو بكر الحازمي الهمذاني