الأنصاري، وأبا منصور الشيباني وجماعة، وانتفع به جماعة من أهل الموصل، وكان إمامًا مثبتًا، وروى عنه غير واحد منهم: محمد بن علوان، والفقيه بهاء الدين بن شداد، توفي سنة أربع وسبعين وخمس مائة رحمه الله.
[عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد كمال الدين أبو البركات الأنباري النحوي]
صاحب كتاب أسرار العربية وغيره من التصانيف المفيدة التي تزيد على مائة مصنف، تفقه ببغداد بالمدرسة النظامية مدة على أبي منصور بن الرزاز، وأخذ علم العربية عن أبي السعادات الشجري، واللغة عن أبي منصور الجواليقي، وبرع حتى صار شيخ العراق، وقرأ النحو بالنظامية ثم انقطع إلى منزله في العلم، والعبادة، وإفادة الناس، والفراغ من الدنيا، والصبر على خشن العيش، وحاصل أمره الزهد في الدنيا والتوكل على الله عز وجل، روى الحديث عن أبيه، وخليفة ابن الأنباري، ومحمد بن محمد بن عطاف، وأحمد بن نظام الملك، وعنه الحافظ أبو بكر الحازمي، وابن الذهبي وجماعة، وتوفي في شعبان
سنة سبع وسبعين وخمس مائة عن أربع وستين سنة، ومن شعره:
دع الفؤاد بما فيه من الحرق ... ليس التصوف بالتلبيس والخرق
بل التصوف صفو القلب من كدر ... ورؤية الصوفية أعظم الحرق