وقال أبو الفتح العياض في رسالته: في الصدر ما أنوره! وفي مجلس النظر ما أفطنه! وفي الفقه ما أثبته وأفصحه! وفي الوعظ على المنبر ما أتقنه وأنصحه! وقال السمعاني: كان مولده في حدود سنة سبعين وثلاث مائة، وحدث في سنن أبي داود، عن القاضي أبي عمر الهاشمي، وذكره ابن الصلاح في الطبقات، ولم يذكر وفاته.
[إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني النيسابوري الواعظ المفسر المتفنن]
كان مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة، وكان أبوه أبو نصر من أئمة الوعظ بنيسابور، فقتل ولولده هذا تسع سنين، فأجلس مكانه في سنة ثنتين وثمانين وثلاث مائة، وحضر أول مجلس أئمة الوقت في بلده، كالشيخ أبي الطيب الصعلوكي، وكان في كفالته، وتحت نظره، وفي كنفه، وهو معلمه، ومهذبه، وكالأستاذ أبي بكر بن فورك، والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، ثم كانوا يلازمون مجلسه، ويتعجبون من فصاحته، وكمال ذكائه، وحسن إيراده، حتى صار إلى ما صار إليه، وكان مشتغلا بكثرة الطاعات، والعبادات، حتى كان يضرب به المثل، وروى الحديث عن: الحسن بن أحمد المجلدي، وزاهر بن أحمد السرخسي، وأبي
سعيد عبد الله بن محمد الرازي، وعبد الرحمن بن أبي سريج، وطبقتهم.