استقال منه فأقاله، ورتبه للرسل إلى الديوان العزيز، وقدم بغداد رسولًا عن الملك الأفضل، فلما تملك الملك العادل دمشق أخرجه منها، فسار إلى بغداد، فأكرم مورده وخلع عليه وولاه الخليفة قضاء القضاة، والمدارس والأوقاف والحكم في المذاهب الأربعة، وحصلت له منزلة رفيعة عند الخليفة الناصر لدين الله ثم خاف العواقب، فسأل الإقالة فأجيب، فسافر إلى حماة،
وباشر القضاء بها، فعيب عليه ذلك، وكان مع ذلك سمحًا جوادا له شعر جيد وفضيلة، وقد سمع من السلفي، وحدث عنه، وتوفي بحماة في المنتصف من رجب سنة تسع وتسعين وخمس مائة رحمه الله.
[محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز قاضي القضاة أبو الحسن الهاشمي العباسي المكي ثم البغدادي الشافعي]
تفقه على ابن المفضل، وسمع الحديث من جده، وأبي الوقت، وأجاز له ابن الحصين، وأبو العز بن كادس وغيرهما، وعنه ابنه الحافظ جعفر بن خليل، والبلداني، مولده سنة أربع وثمانين، وعزل عنها سنة ثمان وثمانين بسبب أنه حكم في قضية اتهم فيها بخمسين دينارًا، فالله أعلم، ولزم بيته إلى أن مات سنة خمس وتسعين وخمس مائة.
[محمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر محمد بن ثابت بن الحسن الرئيس الكبير]