وأمره أن يسلم إليها هذا الحق، فاعتذر بأنه ليل ووعد إلى الغد، فقال: ما يؤمنني أن أموت الليلة، ويفوت حق هذه وألزمه بالتسليم، فسلمها، وكتب لها محضرًا بذلك، وقال أبو المظفر ابن الجوزي: كان زاهدًا
عفيفًا ورعًا نزيها لا تأخذه في الله لومة لائم، اتفق أهل دمشق على أنه ما فاتته صلاة في جامع دمشق في جماعة إلا إذا كان مريضا، ثم ذكر حكايات كثيرة في صرامته وإقدامه على تنفيذ الحق على رغم الملك الذي ولاه وتعذر إليه، وهو العادل بأنه ما طلب القضاء، فإن كره منه ها فليعزله، ويولي غيره فكان ذلك مما يزيد الملك فيه رغبة رحمهم الله، وقال الحافظ زكي الدين المنذري: سمعت منه وكان مهيبًا حسن السمت مجلسه مجلس وقار وهيبة يبالغ في الإنصات إلى من يقرأ عليه، توفي في رابع ذي الحجة سنة أربع عشرة وست مائة وهو في خمس وتسعين سنة رحمه الله.
[عبد اللطيف بن أحمد بن القاسم بن القاسم الشهرزوري القاضي أبو الحسين الموصلي القاضي بها الشافعي]
من بيت العلم والقضاء والرياسة، تفقه على عمه أبي الرضا سعيد بن عبد الله، وأبي الفتح عبد الرحمن بن خداش، وسمع الحديث من أبيه، ومن محمد بن أسعد العطاردي وجماعة، وولي قضاء الموصل مرات، توفي في جمادى الأولى سنة أربع عشرة وست مائة عن ثنتين وسبعين سنة.
عبد الواحد بن إسماعيل بن ظافر الإمام صائن الدين أبو