تفقه على القاضي المجلي بن جميع المخزومي، وقرأ على أبي محمد بن إبراهيم الكراني، وعلي بن عبد الرحمن بن نفطويه، وسمع الحديث من منجب المرشي، وعنه ابنه حرمي، وجماعة، توفي في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين وخمس مائة.
[يحيى بن حبش بن الشهاب السهروردي]
هكذا نسبه القاضي شمس الدين ابن خلكان، وقال: كان شافعي المذهب، وقرأ الحكمة والأصول على حجة الدين الجيلي شيخ الفخر الشيرازي بمراغة، وله في النظم والنثر أشياء، وكان يتهم بانحلال العقيدة، والتعطيل، ويعتد بمذهب الحكماء المتقدمين، اشتهر ذلك عنه، وأفتى علماء حلب بإباحة دمه، وكان أشدهم عليه شمس الدين، وزين الدين ابنا جهبل، قال: وكان أصحابه يلقبونه بالمؤيد، قال ابن خلكان: قال السيف الآمدي: اجتمعت بالسهروردي بحلب، فرأيته كثير العلم قليل العقل، قال لي: لا بد أن أملك الأرض، رأيت كأني قد شربت ماء البحر، فقلت: هذا يكون اشتهار العلم، وما يناسب هذا فرأيته لا
يرجع، ولما أن تحقق هلاك نفسه، قال: أرى قدمي أراق دمي وهان دمي فهان دمي.
قال ابن خلكان: حبسه الملك الظاهر ثم خنقه في خامس رجب سنة سبع وثمانين وخمس مائة.
وقال بهاء الدين ابن شداد: قتل ثم صلب أياما، قال: وأخرج من الحبس ميتا في سلخ سنة سبع وثمانين وخمس مائة، وقال بهاء الدين: فتفرق عنه أصحابه، وكان اسمه عمر، وكان أوحد في العلوم الحكمية جامعا