[أحمد بن عبد الرحيم بن علي القاضي الأشرف ابن القاضي الفاضل]
كان صدرًا رئيسا محتشمًا معظمًا وزير الملك العادل أبي بكر، فلما مات عرضت عليه الوزارة فلم يقبل، وأقبل على طلب الحديث، سماعه والتفقه والتدريس بمدرسة أبيه، وكان مجموع الفضائل كثير الإحسان إلى المحدثين، وقف عليه وظيفة بالكلاسة شيخًا وقارئًا وعشرة محدثين، وشرط أن يكونوا من الشافعية، ووقف خزانة عظيمة فيها كتب نفيسة، وذكر هذا الكندي أنه سمع القاضي الصاحب شرف الدين بن فضل الله أن الكامل بعثه رسولًا إلى بغداد وظهرت من حشمته وصدقاته ما بهرهم، وجمع ما تصدق به وأحسن به إلى أهلها مع جوائز الخليفة له، فبلغ سنة عشرين ألف دينار، مات سنة ثلاث وأربعين وست مائة
عن سبعين سنة، رحمه الله.
[أحمد بن كشاسب بن علي بن أحمد الإمام كمال الدين أبو العباس الذماري الفقيه الشافعي الصوفي]
صاحب المصنفات، روى الزبيدي، وأخذ عنه الشيخ شهاب الدين أبو شامة، وقال: هو آخر من أخذت عنه المذهب في صباي، وكان فقيهًا صالحًا متضلعًا من نقل وجوه المذهب وفهم معانيه، وكان كثير الحج والخير، ووقف كتبه، توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وست مائة.