قبل موته بنحو سنتين: كم بلغت قصيدتك إلى الآن؟ فقال: ثلاثين ومائة ألف بيت، وقد بقي عَلَيَّ فيها أشياء أحتاج إلى زيادتها، ونظم فيها الفقه، ونظم كتاب المزني فيها، وكتب الطب والفلسفة، وكان عليه سكون، ووقار، يظن من لا يعرفه أنه لا يحسن شيئا من العلم، وكان حسن الصيانة، توفي في ذي الحجة سنة خمس
وثلاثين وثلاث مائة، قال ابن يونس: أنا أبو رجاء محمد بن أحمد: ثنا علي بن عبد العزيز بمكة، ثنا مسلم، ثنا إبراهيم، ثنا الحسن ابن أبي جعفر، ثنا أيوب بن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:«أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما» ، ثم قال ابن يونس: هذا خطأ، والصحيح عن علي من قوله.
[محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو بكر بن الحداد الكناني المصري]
شيخ الديار المصرية في مذهب الشافعي، رضي الله عنه، ولد يوم موت المزني، وأخذ الفقه، عن أبي سعيد محمد بن عقيل الفريابي، وعن بشر بن نصر غلام عرق، وعن منصور بن إسماعيل والد بحر، وجالس الشيخ أبا إسحاق المروزي، لما ورد عليهم مصر، ودخل بغداد سنة عشر وثلاث مائة، فاجتمع بأبي جعفر بن جرير الطبري وأخذ عنه، وأخذ العربية عن محمد بن ولاد، وروى الحديث عن جماعة، قال الدارقطني: وكان ابن الحداد كثير الحديث، ولم يحدث عن غير أبي عبد الرحمن