ورجع من ركب العراق إلى واسط، فمات بها في بكرة يوم الأربعاء مستهل ذي الحجة سنة أربع وتسعين وست مائة، وَصُلِّيَ عليه بدمشق صلاة الغائب بعد سبعة
أشهر، رحمه الله تعالى.
[أحمد بن أحمد بن نعمة بن أحمد ابن الإمام العلامة أقضى القضاة خطيب الخطباء شرف الدين أبي العباس النابلسي المقدسي الشافعي بقية الأعلام]
ولد سنة اثنتين وعشرين وست مائة تقريبا بالقدس الشريف إذ أبوه خطيبها، وسمع الحديث من ابن الصلاح، والسخاوي وجماعة، وأجاز له الشيخ شهاب الدين السهروردي، والشيخ ابن عبد السلام، وأبو علي ابن الجواليقي، وتفقه على الشيخ عز الدين بن عبد السلام بالقاهرة، وجالس أمير المؤمنين الحاكم، واشتغل عليه الخليفة في العلم والأدب مدة، وكان إمامًا في الفقه، وأصول الفقه، والعربية، والنظر، حاد الذهن، سريع الفهم، قوي الكتابة، متواضعًا متنسكًا كيسًا، حسن الأخلاق، لطيف الشمائل، طويل الروح على الاشتغال، متين الديانة، حسن الاعتقاد، سلفي الطريقة انتهت رياسة المذهب إليه بعد
الشيخ تاج الدين، وتخرج به جماعة، وأذن لجماعة في الفتوى، وعندي بخطه مصنف له في أصول الفقه جيد جدا، سمعت شيخنا العلامة برهان الدين الغزاوي يثني على هذا الكتاب كثيرًا مرارًا، وكان يقرأ عليه فيه بعض الطلبة، وأنا أسمع فيستحسنه، وكان الشيخ شرف الدين