بَهَاءُ الدِّينِ الْقَاسِمُ بْنُ عَسَاكِرَ، أنا ابْنُ الْحُبَيْرِ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أنا طِرَادٌ، أنا هِلالٌ، أنا ابْنُ عَبَّاسٍ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو الأَشْعَثِ، أنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلا أَتَى الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ لَهُ:" أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لا.
قَالَ: فَقُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ "
[موسى السلطان الملك الأشرف مظفر الدين أبو الفتح موسى الملقب بشاهرين ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب بن شاذي]
ولد بالقصر سنة ست وسبعين وخمس مائة، ونشأ بها، فلما آل الملك إلى أبيه أعطاه أول شيء القدس، ثم أعطاه حران والرها، وتملك خلاط، وهي قصبة أرمينية، ولقد لقب شاهرين، وهو علم لكل من تملكها، ثم تملك دمشق وصار إليها في سنة عشرين وست مائة، وأخذها من ابن أخيه الناصر داود ابن المعظم، فأحسن إلى أهلها، ووقف الأوقاف الكثيرة، من ذلك جامع التوبة بالعقبية، وكان حانة وخمارة ودار قمار، فهدها وبناها جامعا حسنا يذكر فيه اسم الله تعالى ويعبد ويوحد فيه، وجعل خطابته للشافعية، وبنى جامع جراح وجعله للشافعية، وجامع المرء جدده، وكذا مسجد أبي الدرداء بالقلعة بالمنصورة، وكذا
مسجد باب النصر، وجامع بيت الأبار، وبنى دار الحديث الأشرفية المشهورة وجعل تدريسها للشافعية، وكان أول من وليها الشيخ الإمام العلامة أبو عمرو ابن الصلاح، رحمه الله تعالى، وبنى للحنابلة دار حديث بالسفح، ووقف على الصيانة شرقي الجامع