إسحاق البرمكي، وأبي الحسن العادلي وغيرهم، وسمع المسند من ابن المذهب، قال: ووزنا عشرة دنانير، وسمع عمل يوم وليلة للعمري من عبد العزيز الأرجي، وقرأ القراءات، قال: وقرأت على القاضي أبي الطيب الطبري كتاب المقنع، ثم علقت تعليقة كاملة في الخلاف عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وقرأت الفرائض على أبي عبد الله الرقي، قال: إلا أن كتبي ذهبت ولم يبق إلا ما بأيدي الناس، وروى عنه السلفي وغيره، وتوفي بواسط في جمادى الآخرة سنة تسع وخمس مائة.
[محمد بن محمد بن محمد بن أحمد أبو حامد الغزالي الطوسي ويلقب بزين الدين وبحجة الإسلام]
أحد أئمة الشافعية في التصنيف والترتيب والتقريب والتعبير والتحقيق والتحرير، وسافر وله ترجمة مجموعة من كلام الحافظ أبي القاسم ابن عساكر وابن النجار وابن الصلاح، وشيخنا الذهبي في تاريخه وغيرهم، ولد رحمه الله بطوس سنة خمسين وأربع مائة، السنة التي توفي فيها الماوردي، وأبو الطيب الطبري، وكان والده يغزل الصوف، ويبيعه في دكانه بطوس، فلما احتضر أوصى بولديه محمد وأحمد إلى صديق له صوفي صالح يعلمهما الخط وفني، ما خلف لهما أبوهما وتعذر عليهما القوت، فقال: أرى لكما أن تلجآ إلى المدرسة كأنكما طالبا علم، قال الغزالي: فصرنا إلى المدرسة نطلب الفقه ليس المراد
إلا تحصيل القوت، فأبى أن يكون إلا لله، فاشتغل الغزالي ببلده طوس، وقطع قطعة كبيرة من الفقه على أحمد الراذكاني، ثم ارتحل إلى جرجان إلى