في تملك الناصر صاحب حلب لدمشق المحروسة، وكان أبوه شمس الدين من أجل الأمراء وابن عمه، هو واقف المارستاني الصالحي، وأما هو فوقف المدرسة القيمرية الكبيرة بسوق الختمين على الشافعية، وهي من أحسن المدارس وأكبرهن، وهي مطروقة ومصلى للناس، فرحمه الله وأكرمه، توفي وهو مرابط بالساحل قبالة الفرنج في ربيع الأول سنة خمس وستين وست مائة رحمه الله تعالى.
[خالد بن يوسف بن سعد بن الحسين بن مفرج بن بكار الحافظ المفيد زين الدين أبو البقاء النابلسي]
ثم الدمشقي، ولد بنابلس سنة خمس وثمانين وخمس مائة، وقدم دمشق فنشأ بها واشتغل في الحديث والفقه والأغلب عليه الحديث، وسمع من البهاء ابن عساكر، وحنبل، وابن طبرزد وعدة، ورحل إلى بغداد، فسمع بها من الحسين بن يوسف، وأبي محمد بن الأخضر، وابن مينا وطبقتهم، وأقام في النظامية، وكان يشتغل هو والبادرائي واقف المدرسة، ثم رجع الزين خالد إلى دمشق فاستوطنها، وكتب وحصل الأجزاء، وكان دينًا فاضلًا ذكيًا عارفًا باللغة العربية وأسماء الرجال، وكان يحب المزاح حسن النادرة، وكان الملك الناصر صاحب دمشق يحبه ويجله ويحسن إليه ويستحلي نادرته، سمع منه الشيخ محيي الدين
النووي، والشيخ تاج الدين الفراوي، وأخوه الخطيب شرف الدين الفراوي، وقاضي القضاة