تفقه بخراسان على محمد بن يحيى النيسابوري، وبرع في المذهب، ودرس ببغداد، وترددت إليه الطلبة، ورام تدريس النظامية، فبنت والدة الإمام الناصر لدين الله مدرسة، وجعلته مدرسها، وخلعوا عليه وحضر عنده الأعيان، وألقى أربعة دروس وأعطاه ولده، وكان شيخا مهيبًا له يد طولى في التفسير، والفقه، والجدل مع ما هو فيه من العبادة والصلاح، وحج فعاد فمات بالكوفة في ثالث صفر سنة ست وتسعين وخمس مائة.
[محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود بن هبة الله بن أله بفتح الهمزة وضم اللام وتسكين الهاء، ومعناه بالعربية العقاب، الإمام البليغ عماد الدين أبو عبد الله الكاتب الأصبهاني ثم الدمشقي ويعرف قديما بابن أخي العزيز]
ولد بأصبهان سنة سبع عشرة وخمس مائة، وقدم بغداد فتفقه بالمدرسة النظامية على مذهب الشافعي، فتفقه على أسعد الميهني، وأبي منصور الرزاز، وسمع منه الحديث، وأبي منصور بن خيرون، والمبارك بن علي السمدلي وجماعة، وأجاز له ابن الختمين، والفراوي، وأتقن علم الأدب والعربية ثم عاد إلى أصبهان سنة ثلاث وأربعين، وقد برع في العلوم وسمع بها، وقرأ الخلاف على أبي المعالي الوركاني، وأبي محمد بن عبد اللطيف الجندي، ثم عاد إلى بغداد، وتعافى الكتابة، قال ابن خلكان: كان شافعيًا تفقه