دقيق الفكر له مصنفات، منها كتاب انتصب فيه للرد على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مفرداته، يشتمل على بحوث ومناظرات جيدة، ومعارضات جدلية، وصناعة جيدة أجاد في بعضها وتساهل في بعضها، روى شيئًا يسيرًا عن إمام الحرمين، وقد قدمنا من طريقة حديث البيعان بالخيار في ترجمة الإمام، وروى عنه السلفي، وسعد الخير الأنصاري، وعبد الله
بن محمد بن غالب الأنباري وقد ولي إلكيا تدريس النظامية ببغداد، وكانت له حشمة وتجمل ووجاهة، وتخرج به جماعة من الأصحاب، ولم يزل بها إلى أن توفي في أول المحرم سنة أربع وخمس مائة عن أربع وخمسين سنة، ومولده سنة خمسين وأربع مائة رحمه الله، ويشاركه في اسمه واسم أبيه وجده القاضي أبو الحسن الطبري علي بن محمد بن علي الآملي أحد أعيان الشافعية، ذكره ابن الصلاح، وحكى عن أبي سعد السمعاني أنه قال: كان إمامًا فاضلًا سمع أبا الغنائم ابن المأمون، وأبا جعفر ابن المسلمة، وابن النقور، وعبد الله بن جعفر الحباري الحافظ، وأبا يعلى الخليل الحافظ، وحدث عنه ابن أخته أبو
جعفر محمد بن الحسين بن أميركا القاضي بطبرستان، ولم يؤرخ وفاته رحمه الله تعالى.
[علي بن محمد بن علي القاضي أبو الحسن الطبرستاني الآملي]
سمع من الحافظ عبد الله بن جعفر الطبرستاني بآمل سنة ثنتين وثلاثين وأربع مائة، ومن أبي يعلى الخليل، وأبي جعفر بن المسلمة، وابن