وأقرانهما، وروى عنه: أبو عبد الله الحاكم مختصر أبي عبد الله الزبيري، وكان تأدب به قديما، قال: اختلف إليه أربع سنين، فما رأيته أفطر إلا في يوم العيد، وأيام التشريق، وذكر له أورادا نهارية، وليلية، ومتابعته السنة، رحمه الله، وأرخ وفاته سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة.
[محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج أبو النضر الطوسي الفقيه الشافعي]
قد سمع ببلده: إبراهيم بن إسماعيل، وتميم بن محمد، وبنيسابور: أحمد بن سلمة، والحسين بن محمد القباني، ومحمد بن عمرو الحرشي، وبهراة: عثمان ابن سعيد الدارمي، ومعاذ بن نجدة، وببغداد: إسماعيل القاضي، والحارث بن أبي أسامة، وبمكة: علي بن عبد العزيز، وغير ذلك من البلاد، وتفقه على محمد بن نصر المروزي، وسمع منه فأكثر، قال الحاكم: رحلت إليه مرتين، وسمعت كتابه المستخرج على مسلم، وسألته: متى تتفرغ للتصنيف مع هذه الفتاوى؟ فقال: قد جزأت الليل ثلاثة أجزاء، جزء للتصنيف، وجزء لقراءة القرآن، وجزء للنوم، وكان إماما، عابدا، بارع الأدب، ما رأيت في مشايخي أحسن صلاة
منه، كان يصوم النهار، ويقوم الليل، ويتصدق بما فضل من قوته، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، قال: وسمعت أحمد بن منصور الحافظ، يقول: أبو النضر يفتي من نحو سبعين سنة، ما أخذ عليه في الفتوى قط.
قال الحاكم: ودخلت طوس، وأبو أحمد الحافظ على قضائها، فقال: ما رأيت في بلد من بلاد الإسلام مثل أبي النضر، مات في شعبان سنة أربع وأربعين وثلاث مائة، ويقع حديثه في سنن البيهقي الكبير عن الحاكم عنه.