وله القصيدة المشهورة المقصورة وسببها؛ أن عبد الله بن ميكال أمير الأهواز للمقتدر، بعث إليه ليؤدب ولده إسماعيل، فعمل في ذلك القصيدة المذكورة، فوصله هو وأخوه أبو العباس بجوائز، من ذلك ثلاث مائة دينار من مال الصبي وحده، فلهذا يقول:
إن ابن ميكال الأمير انتاشني ... من بعدما كنت كالشيء اللقا
ومد ضبعي أبو العباس من ... بعد انتقاص الذرع والباع الوزى
نفسي الفداء لأميري، ومن ... تحت السماء لأميري الفدا
وقد عُمِّرَ ابن دريد طويلا، وكان مع ذلك يتناول الخمر، سامحه الله، قال أبو حفص بن شاهين: كنا ندخل على ابن دريد، فنستحيي مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب، وقد جاوز التسعين.
وقال أبو منصور الأزهري: دخلت عليه فرأيته سكران فلم أعد إليه، وذكره الحافظ أبو الحسن الدارقطني، فقال: تكلموا فيه، مولده سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وتوفي لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، ودفن هو، وأبو هاشم بن أبي علي الجبائي معا في يوم واحد، بمقبرة الخيزران، فقيل: مات علم الكلام واللغة جمعيا.
محمد بن الربيع بن سليمان بن داود الجيزي المصري أبو عبد الله