أحد أصحاب الوجوه في المذهب، أخذ الفقه عن القاضي حسين بمرو الروذ، وعن أبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي ببخارى، وعن أبي القاسم الفوراني، وله كتاب (التتمة) على كتاب شيخه الفوراني (الإبانة) ، ولم يتمه أيضًا بلغ إلى الحدود، وله كتاب في الخلاف، ومختصر في الفرائض، ومصنف في الأصول، وكان فقيهًا محققًا، وحبرا مدققا، ولي تدريس النظامية بعد الشيخ أبي إسحاق، فعزل بابن الصباغ بعد أقل من شهر، ثم أعيد إليها سنة سبع وسبعين إلى أن توفي سنة ثمان وسبعين وأربع مائة ببغداد، وكان مولده سنة ست وعشرين وأربع مائة.
[عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن جعفر أبو نصر ابن الصباغ البغدادي]
قاضي المذهب، وفقيه العراق، كان من أكابر أصحاب الوجوه، وصنف الشامل وغيره، وكان قد أخذ عن الشيخ أبي الطيب الطبري، وكان أدرى بالمذهب من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي رحمهما الله، روى جزء ابن عرفة، عن محمد بن الحسين القطان، وسمع أبا علي بن شاذان، وروى عنه ابنه أبو القاسم علي، وإسماعيل بن السمرقندي وأبو نصر الغازي، وإسماعيل بن محمد بن الفضل، وغيرهم، قال السمعاني: كان أبو نصر ثبتًا حجة دينًا خيرًا، ولي النظامية بعد أبي إسحاق، وكف بصره في آخر عمره، وقال ابن خلكان: كان تقيا صالحًا