وسمع مسند إسحاق بن راهويه، من عبد الله بن شيرويه عنه، وسمع بالعراق: من الباغندي، وغيره، وحدث ببغداد سنة ثنتين وأربعين وثلاث مائة، فسمع منه: أحمد بن جعفر الحنبلي، وأبو القاسم عبد الله ابن الثلاج، وروى عنه: الحاكم، وقال: كان شيخ العدالة، والعلم بنسا، وعاش نيفا وتسعين سنة، وتوفي بنسا، في شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة.
[عبد الله بن محمد أبو محمد البخاري]
نزيل بغداد المعروف بالبافي، أحد أئمة الشافعية، تفقه على أبي علي بن أبي هريرة، وأبي إسحاق المروزي، وبرع في المذهب، وكان ماهرا بالعربية، حاضر البديهة، حلو النظم، وهو من أصحاب الوجوه، وتفقه به جماعة، قال الخطيب البغدادي: كان من أفقه أهل وقته في المذهب، بليغ العبارة، مع عارضته وفصاحته، يعمل الخطب، ويكتب الكتب الطويلة، من غير روية، ومن شعره:
كم حضرنا وليس يفضي التلاقي ... نسأل الله خير هذا الفراق
إن تغب لم أغب وإن لم تغب ... غبت كأن افتراقنا باتفاق
توفي في المحرم سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة، رحمه الله، وصلى عليه الشيخ أبو حامد الإسفراييني، وقال الشيخ أبو إسحاق: ومنهم: أبو محمد عبد الله بن