القرشية، وشيخ الشيوخ ابن حمويه، والضياء المقدسي وجماعة، واشتغل بالفقه على مذهب الشافعي عند جماعة من المشايخ، وأفتى ودرس بالناصرية الجوانية، وبالشامية البرانية، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بدمشق بعد النووي، واستمر فيها سبعا وعشرين سنة، وولي الخطابة قبل وفاته بتسعة أشهر، وكان ذا وقار وهمة عالية وتصميم، وكان يلازم الصلوات في الجامع، ولا يتردد إلى أحد، وكان حسن المفاكهة
والمحاضرة، توفي بدار الخطابة من جامع دمشق في عصر يوم الجمعة الحادي والعشرين من صفر سنة ثلاث وسبع مائة، وصلى على باب دار الخطابة في الجامع، ودفن بفسح قاسيون، وهو الذي جدد عمارة دار الحديث بعد خرابها في سنة قازان، أثابه الله ورحمه آمين.
[عبد الله بن عمر بن أبي الرضا الشيخ الإمام العلامة نصير الدين أبو بكر الفاروثي]
وفاروث من عمل شيراز، ثم البغدادي شيخ المنتصرة وغيرها من المدارس الكبار، قال الحافظ البرزالي: قدم علينا دمشق في رمضان سنة سبع وسبعين وست مائة، وكان يعرف الفقه والأصلين والعربية والأدب، وكان جيد المناظرة، وأرخ وفاته سنة ست وسبع مائة.