قال المنذري: وكان عالمًا بالأحكام الشرعية مطلعًا على غوامضها، وكتب الخط الجيد وله نظم ونثر، وكان يحفظ من شعر المتقدمين والمتأخرين جملة، وتوفي في تاسع عشر ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وست مائة ومن شعره:
وُلِّيتُ القضاء وَلَيْتَ القضاء ... لم يك شيئًا توليته
فأوقعني في القضاء والقضاة ... وما كنت قديما تمنيته.
[محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين بن زيد جمال الدين أبو عبد الله التغلبي الأرقمي الدولعي ثم الدمشقي خطيبها الشافعي]
ولد سنة خمس وخمسين وخمس مائة، وورد دمشق شابا، فتفقه على عمه ضياء الدين الدولعي، خطيب دمشق، وسمع منه، ومن محمد بن علي بن صدقة الحريمي وغيره، وولي الخطابة بعد عمه، وطالت مدته في المنصب، وولي تدريس الغزالية مدة، وكان له ناموس وسمت حسن، مفخم كلامه، روى عنه الجلال ابن الصابوني، والمجد ابن الحلوانية وغيرهما، ومات رحمه الله، في رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وست مائة، ودفن في المدرسة التي أنشأها بجيرون.