ودرس وأفاد وظهر له قبول، ثم دخل بغداد، فوعظ بالنظامية، وكان فيها شديدًا في الاعتقاد، والتحامل على الحنابلة، حيث كان يقول: لو أن لي أمرًا لوضعت عليهم الجزية، ولم يزل حتى ناله منهم أذى فيما ذكر ابن الأمير وصاحب
المرآة وبعض جهلتهم دس إليه من أهدى إليه حلوى فيها سم، والله أعلم، وقال ابن الذهبي: كان أحد علماء عصره والمشار إليه في التقدم في معرفة الفقه والكلام والنظر وحسن العبارة والبلاغة، قدم من دمشق فرزق قبولًا ببغداد ودرس بها الأصول والجدل بالمدرسة البهائية وكان يحضر درسه خلق ووعظ بالنظامية، ثم عاجله الموت وقد حدث بشيء يسير، قلت: سمع الحديث من محمد بن إسماعيل الفارسي وعبد الوهاب بن الشاذياخيي، توفي وله من العمر خمسون سنة، سنة سبع وستين وخمس مائة.
[محمد بن محمود بن أبي علي الحسن بن يوسف بن عمرو العلامة أبو الرضا الأسدي الطرازي ثم البخاري]
قال عبد الرحيم ابن السمعاني: كان إمامًا فاضلًا مبرزًا تقيًا ورعًا كثير الذكر والتهجد والتلاوة، تفقه على أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي بمرو الروذ، وعلى الإمام عبد العزيز بن عمر ببخارى، وسمع أبا الفضل بكر بن محمد الزرنجري، ومحمد بن عبد الواحد الدقاق، ومحمد بن علي بن حفص قال: وهو أول أستاذ لي في