[عبد الله بن بري بن عبد الجبار العلامة أبو محمد بن أبي الوحش المقدسي الأصل المصري النحوي الشافعي]
قرأ النحو على أبي بكر محمد بن عبد الملك النحوي، وسمع الحديث من أبي صادق المديني، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وأبي العباس ابن الخطيئة وغيرهم، وتصدر بجامع مصر للاشتغال بالعربية، ورحل إليه الطلبة، وتخرج به جماعة، وانفرد بهذا الشأن، وقد تصدر جماعة من تلامذته في حياته، ومن أشهرهم أبو موسى عيسى بن ملاحم الحرولي صاحب القانون، وقال القفطي: كان عالمًا بكتاب سيبويه وعلله وفيما فيه من الشواهد، وكان لا يرسل كتاب إلى ملك للآفاق حتى يعرض عليه ليتصحفه، وكان ينسب إليه تغف مع هذا، وروى عنه الحافظ علي بن المفضل، والشيخ أبو عمر المقدسي، والفقيه نجم الدين
عبد الله بن نجم بن ماس صاحب ديوان الجواهر والبراهين الحميري، قال الموفق عبد اللطيف: كان أبو موسى شيخًا محققًا صحفيًا ساذج الطباع، أبله في أمور الدنيا، فيه تغفل عجيب، يستبعد من سمعه أن يجتمع في رجل متقن للعلم، فمن ذلك أنه كان يلبس الثياب الفاخرة، ويأخذ في كمه العنب والبيض والحطب، وربما وجد منزله مغلقا، فرمى بالبيض من الطاقة إلى الداخل، ويمطر من العنب على قدمه، فيرفع رأسه إلى السماء ويقول: العجيب إنما تمطر من الصحو، وكان يتكلم ملحونًا، ولا يتكلف ويلتزم من يخالطه بإعراب، مولده سنة تسع وتسعين وأربع مائة، وتوفي سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة، ذكر