[أحمد بن إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن سابور بن علي بن غنيمة الإمام المقرئ الواعظ المفسر الخطيب شيخ المشايخ عز الدين أبو العباس الفاروقي الواسطي الشافعي الصوفي]
ولد بواسط سنة أربع عشرة وست مائة، قرأ القراءات على والده وغيره، وقدم بغداد سنة تسع وعشرين، فسمع بها من ابن الزبيدي، وابن اللتي، وعمر ابن كرم وجماعة، ومن الشيخ شهاب الدين السهروردي ولبس منه خرقة التصوف، وسمع بواسط وأماكن أخر، واستمع الكثير بالحرمين، والعراق، ودمشق، وكان قدومه إلى دمشق سنة تسعين من الحجاز الشريف فولي بها مشيخة دار الحديث الظاهرية، وإعادة الناصرية، وتدريس النجيبية، ثم ولي خطابة البلد بعد زين الدين بن المرجل، وكان خطيبًا بليغًا، فإذا نزل وصلى ربما خرج بالخلعة السوداء، وشيع الجنائز وزار بعض أصحابه من الأكابر وهو لابسها، وكان إمامًا
بارعًا فاضلًا فقيهًا مقربًا حسن الاعتقاد، جيد الديانة ظريفًا حلو المجالسة لطيف الشكل صغير العمامة، يرتديها على ظهره، وكان كثير الاشتغال والعبادة، عنده كتب كثيرة جدًا نحو من ألفي مجلدا أو أكثر، ذا مال جزيل وكرم وسعة صدر، ووجاهة عند الأكابر والأمراء سيما عند نائب السلطنة الشجاعي، فاتفق أنه عزل عن الخطابة بموفق الدين بن حبيش الحموي فتألم لذلك، وترك الجهات، وأودع بعض كتبه، وسار مع ركب الشامي إلى الحجاز،