كان صدوقًا، واسع العلم، سمعت منه واستمليت عليه، وقال السمعاني: نزل الري وسكنها، وكان من كبار عصره فضلا وحشمة وجاهًا، له القدم الراسخ في المناظرة، وإفحام الخصوم، تفقه على القفال، وبرع في الفقه، قال: وولد في سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة، ومات سنة ثمان وستين، وقيل: سنة تسع وستين وأربع مائة، وذكر غيره أنه ولي القضاء بهمذان سنة ست وتسعين.
قال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح: وهو أحد الفقهاء الشافعية الذين يعرفون بالوزانين، وهم رؤساء الشافعية بالري في زمانهم.
وقد ذكر له الشيخ تقي الدين ابن الصلاح في ترجمته في الطبقات من الشعر:
جنباني المدام يا صاحبيا ... واتركا حديث سلما وريا
وأنحنا لموجب الشرع بشرا ... وفتحنا لموجب اللهو طيا
ووجدنا في القناعة بابا ... فوضعنا على المطامع كيا
أن من مات نفسه عن هواها ... أصبح القلب منه نادية حيا
قلت روح الحياة بعد زمان ... قد نعيت باللتي واللتيا
كنت في خروجي لاختياري ... فتعرضت بالرضا منه فيا
وتحررت بعد رق وذل ... حين لم أدخر لنفسي شيئًا
سمح الوقت بالذي رمت منه ... بعد ما قد أطال سطلا وليا
فالذي يهتدي لقطع هواه ... فهو في العز حاز حد الثريا
والذين ارتووا بكأس مناهم ... فعله العبد سوف يلقون غيا.
[عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد الأستاذ أبو القاسم القشيري النيسابوري]
أحد العلماء بالشريعة، والحقيقة، والفروسية، والوعظ، والكلام، والتصوف، والمعاملات، وأحوال القلوب، أخذ طريقة الوعظ عن الشيخ أبي علي الدقاق، وتزوج بابنته فاطمة، وأخذ أبو علي الدقاق علم الطريقة عن أبي القاسم النصراباذي، عن الشبلي، عن الجنيد، عن السري، عن