معروف الكرخي، عن داود الطائي، عن التابعين، ودرس الفقه على أبي بكر الطوسي، والكلام على أبي بكر بن فورك، وأبي إسحاق الإسفراييني، وبرع في ذلك، وصحب أبا عبد الرحمن السلمي، وحج مع البيهقي، وأبي محمد الجويني، وروى الحديث عن أبي الحسين الخفاف، وأبي نعيم الإسفراييني، وأبي بكر بن عبدوس، وأبي نعيم المهرجاني،
وأبي عبد الرحمن السلمي، وابن بالويه وجماعة، وعنه جماعة منهم ابنه عبد المنعم، وابن ابنه أبو الأسعد هبة الرحمن، وزاهر الشحامي، وأبو عبد الله الفراوي، والحافظ أبو بكر الخطيب، ومات قبله، وقال: كتبنا عنه، وكان ثقة وكان يقضي، وكان حسن الموعظة، مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري، والفروع على مذهب الشافعي، وقال أبو سعد السمعاني: لم ير أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته، جمع بين الشريعة والحقيقة.
قال القاضي ابن خلكان: صنف أبو القاسم الكبير، وهو من أجود التفاسير، وصنف الرسالة في رجال الطريقة، وحج مع البيهقي، وأبي محمد الجويني، وكان له في الفروسية واستعمال السلاح اليد البيضاء، قلت: وله مصنفات أخر كثيرة منها كتاب (نجوى القلوب) ، وكتاب (لطائف الإشارات) ، وكتاب (الجواهر) ، وكتاب (أحكام السماع) ، وكتاب (آداب الصوفية) ، وكتاب (المنتهى في نكت أولي النهى) ، وغير ذلك، وكان له عدة بنين فضلا: عبد الله، وعبد الواحد، وعبد الرحيم، وعبد المنعم، وكانت له محن ومجاهدات في الانتصار لمذهب الأشعري، حكى عنه الخطيب أنه ولد في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاث
مائة، وقال عبد الغافر الفارسي: توفي صبيحة يوم الأحد السادس عشر من ربيع الآخر، سنة خمس وستين وأربع مائة.