[الوزير نظام الملك أول من بنى المدارس الشافعية الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الوزير أبو علي نظام الملك قوام الدين الطوسي]
استقل في وزارة السلجوقية قريبًا من ثلاثين سنة، وكان له بر كثير وصلات لأهل العلم والفقراء والضعفاء والمساكين، وهو باني نظامية بغداد، ونيسابور، وأصبهان، وطوس، وهراة، وبنى الرباطات وغير ذلك، وكان ابتداء أمره أن أباه كان من الدهاقين بناحية بيهق، وماتت أمه وهو رضيع، فكان أبوه يطوف به على المراضع فترضعه حسنة، ثم نشأ بتلك البلاد وتوصل بخدم السلطان، وترقى في المنزلة حتى صار منه وزيرًا كبير جليل القدر مع الديانة والكفاية والأمانة والعدل والصيانة، سمع الحديث من أبي مسلم محمد بن علي بن مهربزد الأديب بأصبهان، ومن أبي القاسم القشيري، وأبي حامد الأزهري وهذه
الطبقة، وعنه أبو محمد الحسن بن منصور السمعاني، ومصعب بن عبد الرزاق المصعبي، وعلي بن طراد بن محمد الزينبي، ونصر بن نصر العكبري، وكان يعظم القشيري وإمام الحرمين كثيرًا ويكرمهما، وإليه كتب إمام الحرمين بالرسالة النظامية.
وذكر القاضي ابن خلكان: أن نظام الملك دخل على الإمام المقتدي بالله، فأذن له في الجلوس، وقال: يا حسن، رضي الله عنك كرضا أمير المؤمنين عنك، قال: وكان نظام الملك إذا سمع المؤذن أمسك عما هو فيه حتى يفرغ، وقد طول ترجمته البخاري في تاريخه، والشيخ شهاب الدين أبو شامة في الروضتين واتفقوا على أنه قتلته الباطنية، أتاه شاب في زي صوفي،