تلميذ إمام الحرمين ورفيق الغزالي في رحلته إلى الشام والحجاز، وسمع الحديث من أحمد بن الحسن الأزهري وأبي صالح المؤذن، مات سنة تسع وعشرين وخمس مائة، ودفن إلى جانب رفيقه الغزالي.
[أسعد بن أبي نصر بن الفضل أبو الفتح وأبو سعيد العمري فخر الدين الميهني]
أحد أئمة الشافعية في الفقه والخلاف وله تعليقة مشهورة به منسوبة إليه قليلة النظير، تفقه بمرو ورحل إلى غزنة، واشتهر بتلك البلاد، وشاع فضله، وتخرج به جماعة، ودرس بالنظامية ببغداد مرتين سنة سبع وخمس مائة، ثم عزل سنة ثلاث عشرة ثم عاد سنة سبع عشرة إليها، وانتفع به الطلبة والفضلاء بطريقته وحدة قريحته وجودة ذكائة وفطنته، ذكره أبو القاسم ابن عساكر الحافظ في طبقات الأشعرية، وقال: تفقه على أبي المظفر السمعاني، وأخذ الأصول من شيخنا أبي عبد الله الفراوي، وذكر غيره أنه كان ذا أموال وثروة وحشمة، وأنه وجه رسولا من جهة السلطان إلى مرو، ثم توجه إلى بغداد، ثم
إلى همذان فتوفي بها في سنة سبع وعشرين وخمس مائة عن سبع وستين سنة، وذكر الشيخ تقي الدين في الطبقات أنه لما حضرته الوفاة قال لمن عنده: اخرجوا عني، قال بعضهم: فوقفت أسمع ما يقول، فإذا هو يلطم وجهه، ويقول: واحسرتا على ما فرطت في جنب الله، فلم يزل يكرر ذلك حتى مات رحمه الله.