وحويزة بليدة من معاملة خوزستان، قدم بغداد فتفقه بالنظامية وتأدب، وقال الشعر، وخدم الديوان، ورقت حاله، وارتفعت منزلته على نهر الملك، فلم تحمد سيرته، وظلم وعسف الرعايا بالضرب وغير ذلك، مع أنه لم يكن يتناول من مال الديوان شيئًا غير جعله، وكان مع ذلك كثير التلاوة والعبادة والتهجد والصلاة والأوراد فناله العجب، وهجم عليه ثلاثة نفر من الشراة، فضربوه بالسيوف، فمات في شعبان سنة خمسين وخمس مائة، يقال: إنه خسف بقبره أذرعا فالله أعلم.
[أمين الدولة كستكين بن عبد الله الأتابك]
واقف المدرسة الأمينية بدمشق، وأظنها أول مدرسة وقفت على الشافعية بدمشق، وذلك في سنة أربع عشرة وخمس مائة، وكان يقال لها: النظامية بالشام، وأول من درس بها جمال الإسلام كما تقدم، وهو أيضًا واقف المدرسة الأمينية على الشافعية والحنفية التي ببصرى أيضًا، كان نائبًا على قلعتي صرخد وبصرى للأتابك طغتكين، فامتدت أيامه إلى أن توفي سنة إحدى وأربعين وخمس مائة رحمه الله، فترتب مملوكه على البلدين، فاستفحل أمره واستجاش بالعرب وبالفتح الفرنج أيضًا، ليأخذ دمشق، فنهض لحربه نائب دمشق معين الدين آثر، واستغاث بالملك نور الدين محمود بن زنكي صاحب حلب إذ ذاك، فردوا كيده
واسترجعوا البلدين، وتفرق عنه أصحابه أخذوا آل بنو شاس، وكحلوه وتركوه ملقى، ثم رجع الملك نور الدين