وخلق، قال الخطيب: وفي حديثه مناكير بأسانيد مشهورة، وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمد بن جعفر أنه ذكر النقاش، فقال: كان يكذب في الحديث، والغالب عليه القصص، قال الخطيب: وسألت البرقاني عن النقاش، فقال: كل حديثه منكر، قال: وحدثني من سمع ذكر تفسير النقاش، فقال: ليس فيه حديث صحيح، وحدثني محمد بن يحيى الكرماني: سمعت هبة الله بن الحسن الطبري، ذكر تفسير النقاش، فقال: ذاك أَشْفَى للصدور، وليس شفاء الصدور، ذكره الشيخ أبو عمرو بن الصلاح في طبقات الشافعية، ثم شرع ينتصر له، ويرد على طلحة بن
محمد حيث نسب إلى النقاش أنه يكذب، فإن طلحة من المعتزلة، وكيف يقبل قوله في النقاش وجلالته، قال: لكن النقاش مغري بالغرائب في تفسيره، فلهذا تكلموا فيه، ثم قال الخطيب: سمعت أبا الحسين بن الفضل القطان، يقول: حضرت أبا بكر النقاش، وهو يجود بنفسه يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة، فجعل يحرك شفتيه بشيء لا أعلم ما هو، ثم نادى بعلو صوته:{لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}[الصافات: ٦١] يرددها ثلاثا، ثم خرجت نفسه، وذكر ابن أبي الفوارس أن مولد النقاش كان في سنة ست وستين ومائتين، وأنه دفن في داره ببغداد.
[محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم أبو الحسن الآبري]
نسبة إلى قرية آبر، من قرى سجستان، رحل وطوف، وسمع الكثير، وصنف كتابا كبيرا في مناقب الشافعي، رحمه الله، وروى الحديث عن ابن خزيمة، وأبي العباس السراج، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي عروبة الحراني، وهذا الطبقة، وعنه علي بن بشرى، ويحيى بن عمار السجستانيان، مات سنة ثلاث وستين وثلاث مائة.