وصلى عليه ابنه أمير المؤمنين المسترشد، وذلك سنة إحدى عشرة وخمس مائة.
[أحمد بن علي بن برهان أبو الفتح الحماس البغدادي]
تفقه أولًا بمذهب أحمد بن حنبل رحمه الله على أبي الوفاء بن عقيل ثم تحول شافعيًا، فاشتغل على أبي حامد الغزالي، وإلكيا، وأبي بكر الشاشي وبرع في المذهب، وكان ذكيا حاذقًا فطنا خارقا، لا يكاد يسمع شيئًا إلا حفظه، يضرب به المثل في المشكلات في الأصول والفروع، وصار عالما يقتدى به، ورحل إليه الطلبة من البلدان، واستغرق عامة ليله ونهاره في الاشتغال ورقت به الحال حتى درس في النظامية شهرًا، وسمع الحديث من النعالي، ونصر بن النظر وجماعة، وقرأ صحيح البخاري على أبي طالب الزينبي وسمعه ابن كليب بقراءته، ومات في ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثماني عشرة وخمس مائة.
[أحمد بن محمد بن محمد أبو الفتوح الغزالي الطوسي أخو أبي حامد الغزالي]
كان واعظًا بليغًا له في ذلك مصنفات كثيرة، وكان له حظ وافر، وحصل من ذلك دنيا كثيرة، وكان عنده فقه أيضًا، فإنه لما ترك أخوه الإمام أبو حامد تدريس النظامية، درس قليلًا بها بعده حتى ولي فيها شيخ، ولكن كان جل فنه الوعظ، وحلاوة الكلام، والقبول في ذلك، وله شعر