المقدسي له حلقة عند باب الغزالية يشتغل فيها، ودرس بالشامية الكبرى، وولي مشيخة دار الحديث النورية، وناب في الحكم عن ابن الخويي، وكان نظيره في الفضائل، وخطب بجامع دمشق مدة من إنشائه، ثم مات حميدًا سعيدًا في رمضان سنة أربع وتسعين وست مائة، وقد نيف على السبعين، رحمه الله.
[أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم محب الدين أبو العباس الطبري المكي الشافعي]
مصنف الأحكام المبسوطة أجاد فيها، وأكثر وأطنب، وجمع الصحيح والحسن، ولكن ربما أورد الأحاديث الضعيفة، ولا ينبه على ضعفها، وكان فقيهًا بارعًا محدثًا حافظًا، درس وأفتى، وكان شيخ الشافعية هناك، ومحدث الحجاز في زمانه، وهو والد قاضي القضاة كمال الدين محمد، وجد القاضي نجم الدين الحاكم بها، وكان مولده سنة خمس عشرة وست مائة، وسمع الحديث من ابن المقير، وشعيب الزعفراني، وابن الجميزي، والمرسي وغيرهم، عنه: الحافظ شرف الدين الدمياطي، والبرزالي، وابن العطار وغيرهم، وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وست مائة.