وأحمد ابنا محمد، وأبو المحاسن أسعد بن زياد الماليني، وعائشة بنت عبد الله البوشنجية، وكان شيخًا حسنًا عابدًا زاهدًا كثير الذكر، مبالغا في التحرز من أكل الحرام، مكث أربعين سنة لا يأكل اللحم لما وقع بين الناس من النهب، فكان يأكل السمك من نهر هناك، حتى أخبر أن أميرًا من الظلمة يقضي سفرته فيه، فترك أكل سمك، وكان يصنف ويفتي ويدرس ويعظ، وله حظ من النظم والنثر، فمن شعره:
رب تقبل عملي ولا تخيب أملي ... وأصلح أموري كلها قبل حلول أجلي
وله:
يا شارب الخمر اغتنم توبة ... قبل التفاف الساق بالساق
الموت سلطان له سطوة ... يأتي على المسقي والساقي
ولد في ربيع الأول سنة أربع وسبعين وثلاث مائة، وتوفي في شوال سنة سبع وستين وأربع مائة ببلده بوشنج، وهي بليدة على سبعة فراسخ من هراة رحمه الله.
[عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان أبو محمد التميمي الكتاني]