[أحمد بن علي بن بيغجور أبو بكر بن الإخشيد المتكلم المعتزلي]
قال أبو محمد بن حزم: كان أحد أركان المعتزلة، وكان أبوه من أبناء ملوك فرغانة من الأتراك، وقد ولي أبوه الثغور، وكان أبو بكر يتفقه للشافعي، قال: وقد رأيت له في بعض كتبه، يقول: التوبة هي الندم فقط، وإن لم ينو مع ذلك ترك المراجعة لتلك الكبيرة، قال: وهذا أشنع ما يكون من قول المرجئة، لأن كل مسلم نادم على ما يفعله من الكبائر، قلت: الظاهر، والله أعلم، إنما حمل أبا بكر على مقالته هذه ما ورد في بعض الأحاديث: الندم توبة، ولم يصح سنده، والذي عليه الأئمة أن التوبة النصوح فيما بين العبد وبين الله تعالى، أن يقلع عن الذنب وأن يندم على ما مضى، وأن يعزم على ألا
يعود فيما يستقبل، وإن كان بين العبد وبين الله العباد فأن يبرأ إليهم، والله أعلم.
ذكر الخطيب البغدادي: أنه ارتحل إلى أبي خليفة، وسمع: من أبي مسلم الكجي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأخذ عنه: القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن عمرو النيسابور المعتزلي، الملقب بالبيضي، قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي: ورأيت له كتابا كاملا في نقل القرآن، وقد روى فيه عن جماعة، وبحث بحوثا جيدة، عاش ستا وخمسين سنة، ومات سنة ست وعشرين وثلاث مائة.