وصبر نفسي على أدنى مطامعها ... وعن مطامعها في الخلق بالخلق
وترك دعوى بمعنى فيه حفنة ... فكيف دعوى بلا معنى ولا خلق.
[علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن حسن أبو الحسن العلوي الحسيني الزيدي البغدادي الفقيه الشافعي المحدث العابد القدوة]
سمع ابن ناصر، وابن الزاغوني، ونصر بن نصر العكبري، وانتخب لنفسه أجزاء، وحدث بها وسمع منه شيوخه وأقرانه تبركًا به، منهم: عمر القرشي، وعمر العليمي، وأبو المواهب بن صصرى، وقال ابن الدبيثي: كان ثقة صدوقًا أحد الأعيان، والزهاد والنساك، وحفظ القرآن وكتب الكثير من الحديث، وجمعه وحصل الفقه، وكان نبيلًا جامعًا لصفات الخير، سمعت شيخنا ابن ناصر يعظم شأنه يثني عليه ويصف زهده ودينه، وذكر شيخنا أبو عبد الله الذهبي: أن الوزير عضد الدين ابن رئيس الرؤساء كان قد نذر إن عاد إلى الوزارة أن يعطيه ألف دينار، فعاد فبعث إليه بألف دينار، فبلغ ذلك الخليفة، فبعث إليه
بمثلها، وبعثت إليه أم الخليفة بمثلها أيضًا، فلم يتصرف فيها، بل بنى بها مسجدا واشترى بها كتبا ووقفها فيه، وانتفع بها الناس، وكان مولده سنة تسع وعشرين وخمس مائة، وتوفي في حياة أبويه في شوال سنة خمس وسبعين وخمس مائة ودفن بداره.