ثقة صدوق، وقال ابن الذهبي: عاش حتى صار أوحد وقته وشيخ زمانه إسنادًا وحفظًا، وروى عنه جماعة كثيرون منهم الحفاظ الأربعة، أبو بكر محمد بن موسى الحازمي، وعبد الغني المقدسي وبه تخرج، وانتفع، وعبد القادر الرهاوي، ومحمد بن مكي، والناصح بن الحنبلي، وأبو نجيح محمد بن معاوية مقرئ أصبهان.
وقال الحافظ عبد القادر الرهاوي: حصل له من المسموعات بأصبهان حاجته ما لم يحصل لأحد في زمانه فيما أعلم، وانضم إلى كثرة مسموعاته الحفظ والإتقان، وله التصانيف التي أربى فيها على تصانيف بعض من تقدمه مع الثقة فيما يقول، وتعففه الذي لم نره لأحد من حفاظ الحديث في زماننا، له شيء يستمد به، ولا يقبل من أحد شيئًا قط، ثم ذكر حكايات تدل على هذا الورع والزهد التام، والفراغ المطلق عما في أيدي الناس والتواضع، والقرب من الناس بحيث كان يعلم الصبيان القرآن في الألواح، ويرسل المبتدئين، ولا يدع أحدًا يمشي معه، توفي رحمه الله في تاسع جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين
وخمس مائة، وقد رأى بعض الصالحين ليلة مات الحافظ أبو موسى المديني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، ومثل هذا إنما يرمي لكبار العلماء.
محمد بن أبي منصور المبارك بن محمد بن محمد بن الخطيب أبو المعالي