الرحمن بن يوسف المزي فسح الله في أجله، وختم له بصالح عمله آمين.
[عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي قاضي القضاة تاج الدين أبو محمد ابن بنت الأعز الشافعي]
أحد القضاة الأجواد القائمين بحدود الله، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يراعي أحدًا ولا يقبل شاهدًا مربيًا، ولا يراعي جاهلًا، وحصل له رئاسة عظيمة في الدولة الظاهرية بحيث إنه باشر القضاء مع الوزارة مع نظر الدواوين، وتدريس الشافعي وغير ذلك من المناصب، وما ذاك إلا بحسن ظنهم بأمانته وديانته، وكان ينبه على الصاحب بهاء الدين ابن الحنا، ويعمل عليه ويحضر بحثه ابن الحنا، فلا يمكنه ذلك لتمكنه من الملك، وكان ابن الجني يود لو دخل القاضي تاج الدين إلى منزله، فلم يتفق له ذلك فمرض فعاده الناس وجاءه عائدًا، فلما رآه ابن الجني وثب من الفراش ونزل من الإيوان،
فلما رآه القاضي قال: إنما جئنا لنعودك، لأنه بلغني أنه في مرض شديد، وأنت قائم سلام عليكم، ثم رد ولم يزد على ذلك، توفي القاضي ابن بنت الأعز رحمه الله تعالى في السابع والعشرين من رجب سنة خمس وستين وست مائة.
وكان مولده سنة أربع وست مائة، وقيل: سنة أربع عشرة وست مائة، وكانت له جنازة مشهورة، وهو والد قاضي القضاة صدر الدين عمر، وقاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن وبرز أيضًا.