مماليكه قتله في الليل كان مسجونا بالدار فتخلص ووصل إلى أستاذه فقتله، وقتلته الخواص، وذلك في الليلة الثانية عشر من شوال سنة ثمان وعشرين وست مائة، وذكروا أنه رآه بعض أصحابه في النوم، فقال له: ما فعل الله بك
فقال:
كنت من ذنبي على وجل ... زال عني ذلك الوجل
أمنت نفسي بوائقها ... عشت لما مت يا رجل
[الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن عساكر بن زين الأمناء ويكنى بأبي البركات الدمشقي]
ولد في سلخ ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وخمس مائة، وسمع من عميه: الحافظ أبي القاسم والضياء بن هبة الله وجماعة، وعنه جماعة منهم الزكيان المنذري، والبرزالي، والكمال بن العديم، والزين خالد، وكان شيخا جليلا نبيلا صالحا خيرا متعبدا حسن الهدي والسمت، مليح الوضع كيس المحاضرة من ثروات البلد، تفقه على جمال الأئمة أبي القاسم علي بن حسن بن الماسح، وقرأ برواية ابن عامر على ابن القاسم العمري، وتأدب على علي بن عثمان السلمي، وولي نظر الخزانة ونظر الأوقاف ثم ترك ذلك وأقبل على شأنه وعبادته، وكان كثير الصلاة حتى إنه لقب بالسجاد، وقد أطنب في وصفه عمر بن