ولد سنة سبع وعشرين وخمس مائة، وسمع من أبيه وعمه الصائن، وجمال الإسلام السلمي، ونصر الله المصيصي، وأبي سعد السمعاني وخلق، وأجاز له شيوخ خراسان الذين اجتمع بهم أبوه سنة ثلاثين، منهم أبو عبد الله الفراوي، وزاهر الشحامي، والقاضي أبو بكر الأنصاري وجماعة، وعنه جماعة منهم الحافظ علي بن المفضل المقدسي ووصفه بالحفظ، وعبد القاهر الرهاوي الحافظ وأبو المواهب بن صصرى، ويوسف بن خليل، والبلداني، والزين خالد، وأجاز لابن أبي الخير، وابن علان، وكان ثقة كثير المزاح ظريفًا كتب الكثير، وصنف، وخرج، وهو مصنف المستقصى في فضائل المسجد الأقصى، وكتاب الجهاد، وله مجالس،
قال ابن نقطة: كان ثقة إلا أن خطه لا يشبه خط أهل الضبط، وقد ولي مشيخة دار الحديث النورية بعد والده، فلم يتناول من علومها شيئًا بل كان يرصده للواردين من الطلبة، حتى قيل: لم يشرب من مائها ولا توضأ أيضًا، وكان يتعصب لمذهب الأشعري كثيرا من غير تحقيق له، توفي في تاسع صفر سنة ست مائة بدمشق.
[القاسم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم قاضي القضاة ضياء الدين أبو الفضائل ابن الشهروردي ابن أخي قاضي القضاة كمال الدين]
ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مائة، وتفقه ببغداد بالنظامية مدة ثم عاد إلى الموصل، وقدم الشام فلما مات عمه كمال الدين تولى القضاء بعده مدة مديدة، فلما رأى ميل الملك صلاح الدين إلى القاضي محيي الدين بن المزكي إليه