وجماعة، ومن نوادره أن العماد الكاتب تلقاه يومًا، وقد روى كلامًا ينعكس لنفسه، فقال له: سر فلا كبا بك
الفرس، فقال له القاضي الفاضل على البديهة: دام على العماد، وذهب مرة في الرسلية إلى سنجار، فجلس عند الملك، فأحضر في جملة ما جيء به خيار حسن، وهو من أحسن ما عندهم، فقال الوزير مفتخرًا بخيارهم مازحًا للقاضي الفاضل وكان فيه حدب كما تقدم: خيارنا حسن وخياركم أحدب، فقال القاضي الفاضل: فخيارنا خير من خياركم، واتفق أن الملك العزيز عثمان ابن الملك صلاح الدين الذي بعثت إليه بعض خطاياه يوما وكان قد رسم له والده لا يجتمع بها، فبعثت إليه برز ذهب في وسط عنبرة سوداء، فجعل يقلبه ولا يفهم معناه، فأخذه القاضي، وجاء إلى القاضي الفاضل فذكر له صورة ما جرى وأنه لم
يفهم هذه الأشياء فقال القاضي الفاضل:
أهدت لك العنبر في وسط برز ... من التبر دقيق اللجام
فالنور في العنبر معناهما ... زر هكذا مسترًا في الظلام
، هذا نوع من حل المترجم وكم له من فائدة ونادرة، ورأي سديد وحال حميد، وحض على الخيرات، ومبادرة إلى المكرمات، فرحمه الله وأكرمه آمين.
عبد الملك بن زيد بن ياسين بن زيد بن فايد بن جميل الإمام ضياء الدين الثعلبي الأرقمي الدولعي