قال ابن خلكان: هو الذي شهر طريقة الشريف بالعراق، وقصده الناس واشتغلوا عليه، وخرج من تلامذته علماء ومدرسون منهم العماد محمد، والكمال موسى ابنا يونس الموصليان، والشريف محمد بن علوان بن مهاجر، وكان مسددًا في الفتوى، وأعاد في نظامية بغداد وأتقن عدة فنون، وتوفي في شعبان سنة أربع وسبعين وخمس مائة.
[مسعود بن محمد بن مسعود قطب الدين النيسابوري أبو المعالي الطريثيثي الفقيه الشافعي]
نزيل دمشق مولده سنة مات الغزالي سنة خمس وخمس مائة، أخذ عن والده علم الأدب، ثم رحل إلى مرو، فتفقه على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن المروزي، وتفقه بنيسابور على ابن يحيى، وبرع في المذهب ودرس في نظامية نيسابور نيابة، وورد بغداد، فوعظ بها، فحصل له قبول تام، ثم ورد دمشق سنة أربعين فأقبل عليه أهلها لدينه وعلمه وتفننه، درس بالمجاهدية وبالزاوية الغزالية بعد نصر الله المصيصي، ثم رحل إلى حلب فدرس بالمدرستين النورية والأسدية، ثم مضى إلى همذان وولي بها التدريس مدة ثم عاد إلى دمشق، وعاد إلى تدريس الغزالية والخاروخية وتفرد برئاسة المذهب، وحصل على قبول جيد في
الوعظ، وكان متوددًا حسن الأخلاق جيد النظر فصيحا بلغيا كثير التودد فقيهًا نحريرًا، فانتفع به الناس، وحضر بعض مجالسه الملك نور الدين، فجعل يتكلم ويناديه في كلامه: يا محمود كما كان يخاطبه البرهان البلخي، فأنفذ