[محمد بن أبي المعالي سعيد بن يحيى بن علي بن الحجاج بن محمد الحافظ الكبير أبو عبد الله الدبيثي ثم الواسطي الشافعي المعدل ببغداد]
ولد في رجب سنة ثمان وخمسين وخمس مائة، سمع بواسط وبغداد وغيرهما من البلاد على جماعة من علماء الحديث النقاد، وقرأ القرآن والعربية والفقه، وتقدم وساد، وعلق الأصول والخلاف، وعني بالحديث ورجاله، وصنف كتابًا في تاريخ واسط، وذيل على مذيل السمعاني وأسمعهما، وله معرفة بالأدب والشعر، وقد أثنى على حفظه وذهنه واستحضاره الحافظ الضياء المقدسي، وابن نقطة وابن النجار، ورووا عنه، وكذا روى عنه الزكي البرزالي، والجمال الشرفي وعز الدين الفاروقي، وغيرهم، من شعره:
إذا اختار كل الناس في الدين مذهبا ... وصوبه رأيا وحققه فعلًا
فإني أرى علم الحديث وأهله ... أحق اتباعًا بل أسدهم نبلا
لتركهمو فيه القياس وكونهم ... يرضون ما قال الرسول وما أملا
قال ابن النجار: أضر في آخر عمره، وتوفي ببغداد في ثامن ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وست مائة.