تقي الدين ابن دقيق العيد وخلق، وباشر مشيخة الحديث بدار الحديث النووية، وبالمدرسة العزية البرانية، ومن حسن كلامه أن رجلًا من الشيعة قال له: أنت تقول: إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ما هو معصوم، فقال له: ما أخفيك شيئًا، أبو بكر الصديق عندنا أفضل من علي، ولم يكن معصوما.
وحضر مرة عند الملك الناصر فقام ساعة يمتدح السلطان فأطنب، فقام الزين خالد فخلع عليه سراويله فضحك السلطان، وقال: ما حملك على هذا؟ فقال: ما وجدت معي ما لا أحتاج إليه إلا اللباس، فأعجب السلطان منه ذلك، ووصله بجائزة رحمهم الله، توفي سلخ جمادى الأول سنة اثنتين وستين وست مائة.
[سلار بن الحسن بن عمر بن سعيد الإمام العلامة مفتي الشام ومعيده كمال الدين]
أبو الفضائل الإربلي الشافعي، شيخ الأصحاب ومفيد الطلاب، تفقه بالإمام أبي عمرو ابن الصلاح حتى برع في المذهب، وتقدم وساد واحتاج الناس إليه، وكان عليه مدار الفتوى بدمشق مدة طويلة، وكان معيدًا بالبادرائية، عينه بها واقفها نجم الدين البادرائي رحمه الله، فباشرها منذ درس فيها إلى أن توفي يفيد ويعيد ويصنف ويعلق ويؤلف ويجمع، وينشر المذهب، وقد اختصر البحر للروياني في مجلدات عنده هي بخط يده، وهو تعليق حسن، وجمع في هذا المختصر شيئًا كثيرًا وبحرًا غزيرًا وانتفع به جماعة من الأصحاب منهم الشيخ الإمام العلامة محيي الدين