كثير الهيبة، وحدث عن ابن القاسم بن صصرى، وابن ماسوية وغيرهما، توفي في ثامن المحرم سنة ثمانين وست مائة عن سبعين سنة، ودفن بسفح قاسيون، رحمه الله تعالى.
[محمد بن رزين بن الحسين بن رزين بن موسى بن عيسى بن موسى بن نصر الله قاضي القضاة مفتي الإسلام تقي الدين أبو عبد الله العامري الحموي الشافعي]
ولد بحماة، وحفظ من التنبيه، ثم انتقل بحفظ الوسيط كله، وحفظ المفصل أيضًا، ورحل إلى حلب ثم عاد إلى بلده، فتصدر للإقراء والاشتغال، وله ثماني عشرة سنة ثم حفظ المستصفى للغزالي رحمه الله، وكتابي عمرو بن الحاجب في الأصول والنحو، ونظر في التفسير وبرع فيه، وشارك في الحديث والمعاني والبيان والمنطق والخلاف، وقدم دمشق فلازم ابن الصلاح وأم بدار الحديث، وقرأ على السخاوي، وسمع الحديث منهما ومن جماعة، وأفتى بدمشق هذه الأيام، ثم ولي وكالة بيت المال في الدولة الناصرية وتدريس الشامية البرانية، ثم انتقل إلى الديار المصرية، فظهرت فضائله واشتغل عليه الطلبة في أيام
الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وأعاد بالشافعية، ثم ولي تدريس الظاهرية، ثم ولي القضاء وتدريس الشافعي، وعدة جهات، وامتنع من أخذ الجامكية على القضاء دينا ورعًا، وكان يقصد بالفتاوى من النواحي، وتخرج به جماعة منهم