تفقه ببغداد على أبي منصور سعيد بن الزاز، وقدم دمشق، فدرس بالمجاهدية ثم بالغزالية، ثم ولي قضاء بعلبك، فلم يزل بها حتى قتل شهيدًا في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وخمس مائة وحمل إلى دمشق، فدفن بها، قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: وكان عالمًا بالمذهب والأصول وعلوم القرآن شديدًا على المخالفين وله شعر جيد.
[عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه الشهرزوري بن النضر بن معاذ ابن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه]
وقال ابن الدبيثي: القاسم بن النضر بن عبد الرحمن بن القاسم، فزاد ونقص الشيخ أبو النجيب البكري السهروردي، أحد الشافعية، ومشايخ الصوفية، دخل بغداد، فأقام بها مدة يتقوت من أجرة سقي الماء بالقربة، ويأتي إلى خربة جانب دجلة، ويصحبه أقوام ينتفعون به ثم أقبل بالمدرسة على الاشتغال، فتفقه على أسعد الميهني وعلق عنه التعليق، وأقام بالمدرسة النظامية وحرر المذهب، وأتقن وأفتى وناظر ثم مال إلى المجاهدة والمعاملة، فصحب الشيخ حماد الدباس من وزارة الناس والأكابر والسلطان، ثم بنى مكانه ذاك رابط وبنى إلى جانبه مدرسة، كلاهما تحت تصريفه وفي حوزته، وصار ملاذًا يعتصم
به الخائف من الخليفة والسلطان، ثم درس بالنظامية ببغداد سنة خمس وأربعين وخمس مائة ثم عزل بعد سنتين، وكانت له محافيظ جيدة في الفقه