الأمراء الصلاحية حتى انتظم الحال، وآل إلى الاعتدال، فتفرج الملك المظفر في ملك حماة، وأعطاه مع ذلك المعرة، وسليمة، وميافارقين، وحران، والرها،
وكان محبًا للعلماء، وله فضيلة، وعنده أدب جيد وشعر حسن، وبنى للشافعية بدمشق مدرسة مشهورة بهم، وقد روى الحديث عن الحافظ السلفي، والفقيه إسماعيل بن عوف، وروى عنه شيئًا من شعره، وتوفي وهو محاصر مناز كرد من أعمال أرمينية في تاسع عشر رمضان سنة سبع وثمانين وخمس مائة، ونقل إلى حماة فدفن بها رحمه الله، ففجع به الملك صلاح الدين، لأنه كان شجاعًا عظيمًا وقرر ولده الملك المنصور ناصر الدين محمد على مملكة حماة والمعرة وسليمة فقط، واستمر لولده من بعده مملكة حماة إلى زماننا هذا.
[عيسى بن محمد بن عيسى الأمير العالم الفقيه أبو محمد الهكاري الشافعي]
أحد أمراء الدولة الصلاحية اشتغل قديمًا على الإمام أبي القاسم بن البزري شيخ الشافعية بها، واشتغل بحلب بالمدرسة الرحاحية ثم اتصل بخدمة الأمير أسد الدين شيركوه، وصار إمامه في الصلوات وتوجه معه إلى مصر، وكان من أكبر الأعوان على تمليك صلاح الدين الديار المصرية هو والطواشي بهاء الدين قراقوش، وقد سمع الحافظ السلفي، وأبا القاسم ابن عساكر، وحدث بقيسارية،