التميمي، وطراد الزينبي وطائفة، وعنه جماعة منهم: الحافظ أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم ابن عساكر، وأبو موسى المديني، وصنف جزءا في ترجمته وفضائله، وهو شيخه الذي أخذ عنه المذهب، وقال: اقرأ المذهب كذا وكذا سنة، وكان من الشداد في السنة، وأثنى عليه خيرا، وقال عبد القاهر الرهاوي: كان فقيهًا زاهدا ورعا بكاء عاش نيفا وتسعين سنة وكان عامة أهل أصبهان تلاميذه حتى شيخنا أبو موسى المديني عليه تفقه، وكان أهل أصبهان لا يثقون إلا بفتواه، قال:
وسألني شيخنا السلفي عن شيوخ أصبهان فذكرته له، فقال: أعرفه فقيها متنسكا، وقال أبو سعد السمعاني: إمام متدين ورع، يزجي أكثر أوقاته في نشر العلم والفتيا، وهو متواضع على طريقة السلف، وكان مفتي الشافعية، وقال عبد القادر الحافظ أيضًا: كنا نسمع عليه وهو في رثاثة من الملبس والمفرش لا يساوي طائلا، وكذلك الدار التي كان فيها، وكانت الفرق مجتمعة على محبته، قال: وسمعت بعض أصحابنا الأصبهانيين، يحكي عنه أنه كان في كل جمعة ينفرد في موضع يبكي فيه قيل: حتى ذهبت عيناه، وذكر عنه أبو الفرج ابن الجوزي في المنتظم أنه قال: وقفت على ابن ماسادة وهو يتكلم على الناس، فلما
كان الليل رأيت رب العزة عز وجل في المنام وهو يقول لي: يا حسن وقفت على مبتدع، ونظرت إليه وسمعت كلامه، لأحرمنك النظر في الدنيا، قال: فاستيقظت كما ترى لمخاطبتي أعمى، وتوفي رحمه الله في سنة ستين وقيل: إحدى وستين وخمس مائة وقد جاوز التسعين.
الخضر بن شبل بن الحسين بن علي بن عبد الواحد أبي البركات الحارثي الدمشقي