أول من درس بالقميرية حين بناها الأمير ناصر الدين القميري، وجعل تدريسها له ولأولاده من بعده ممن له أهلية، فدرس بها بعده ولده الصلاح، وقد ناب الشيخ شمس الدين في الحكم عن القاضي ابن خلكان، وكان بارعا فاضلا دينا جيد النقل عارفا بالمذهب، له مشاركة في علوم، وقد تكلم في مجلس الملك الظاهر حين عقد بسبب الغوطة، فقال: الماء والكلأ والمرعى لله لا تملك، وكل من بيده ملك فهو له، فبهت السلطان بكلامه وانفصل الحال على ذلك، توفي رحمه الله بالقميرية في شوال سنة خمس وسبعين.
[عمر بن بندار بن عمر قاضي القضاة كمال الدين أبو حفص التفليسي الشافعي]
ولد ببلده سنة ثنتين وست مائة تقريبًا وبرع في المذهب، وساد وتقدم، وورد دمشق، فلزم الشيخ أبا عمرو ابن الصلاح، وسمع من ابن اللتي، وولي نيابة الحكم، فأحسن إلى الناس ثم لما قدم هلاوو ولاه قضاء الشام والجزيرة والموصل، وكان معظمًا عندهم لا يخالفونه في شيء، فأحسن أيضًا إلى الناس، ولم يظهر عنه مظلمة ظلم ولا شيء أخذه، بل يسعى في حقن الدماء، ثم ذهب القاضي محيي الدين ابن الزكي، فتولى الحكم بدمشق، وعزله وأخذوا منه تدريس العادلية وولوه قضاء حلب، ثم عزلوه وألزموه بالسير إلى الديار المصرية، فأقام بها يفيد الناس إلى أن توفي سنة ثنتين وسبعين وست مائة في ربيع