[أمير المؤمنين المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن أمير المؤمنين المقتدي بالله أبي القاسم عبد الله بن الأمير محمد الذخيرة بن القائم بأمر الله أبي جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد العباسي]
بويع بالخلافة بعد موت أبيه المقتدي بالله في ثامن عشر المحرم سنة سبع وثمانين وعمره إذ ذاك ستة عشرة سنة وشهران، فصلى بالناس الظهر ثم صلى على أبيه، وصنف له الإمام أبو بكر الشاشي كتاب حلية العلماء، وهو الذي يقال له: المستظهري، فقبله منه الخليفة قبولًا حسنا، فلهذا ذكرناه في طبقات الشافعية، فأقام في الخلافة خمسًا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأياما، وكانت أيامه مكدرة، لم تصف له، وكان مع ذلك ميمون اليقين سديد الرأي حميد الإمامة كريم الأخلاق مسارعًا في أعمال البر حافظا لكتاب الله محبًا للعلماء والصالحين منكرًا للمظالم رحمه الله، وكن فصيحًا مفوها وله شعر حسن
فمنه:
أذاب حر الهوى في اللب ما جمدا ... لما مددت إلى رسم الوادع يدا
وكيف أسلك نهج الاصطبار وقد ... أرى طرائق في مهوى الهوى قددا
إن كنت أنقض عهد الحب يسألني ... من بعد حبي فلا عاينتكم أبدا
، مات رحمه الله بعله الخوانيق وصلى عليه أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي،