[آقوش بن عبد الله الأمير الكبير جمال الدين النجيبي الصالحي النجمي]
نائب السلطنة المعظمة بدمشق وأعمالها، مولده في حدود سنة عشر وست مائة، وأول تأميره في الدولة الصلاحية النجمية، أعتقه مولاه الملك الصالح نجم الدين أيوب، وأمره، وولاه الاستاذارية، وكان يعتمد عليه لعقله وجزالة رأيه، ولما تسلطن الظاهر ولاه أولا استاذارتيه، ثم استنابه بدمشق تسع وستين ووقف في عيونها المدرسة النجيبية على الشافعية، وكانت دار الوزير صفي الدين ابن مرزوق، فاشتراها منه في المصادرة، وجعلها مدرسة أثابه الله، ثم عزله عن دمشق بعز الدين إيدمر، فانتقل إلى القاهرة المحروسة، وأقام بها معززًا مكرمًا موقرا معظمًا، ثم أصابه الفالج قريبًا من أربع سنين،
ولما اشتد مرضه عاده السلطان الملك السعيد، وكان كبير الصدقة والبر محبا للعلماء والفقراء شافعي المذهب، حسن الاعتقاد، قليل الأدب، يكره الشكاوى والمرافعات، حسن الشكل، جهوري الصوت ممتعًا بكثرة الأكل، ولم يرزق ولدا قط وله أوقاف على الحرمين وخانقاه في دمشق، ووقف على عتقائه وغيرهم، وكانت وفاته رحمه الله في ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وست مائة، ودفن بمصر نور الله ضريحه، ولما توفي وقعت الحوطة على تركته، والأوقاف التي وقعها، فلما فصل هذا من هذا في الدريس النحيبية في ذي القعدة من السنة المذكورة، فكان أول من درس بها قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان، وذلك بعد
عوده إلى القضاء في المرة الثانية كما سيأتي في ترجمته، إن شاء الله تعالى.